جيولوجية الاردن تؤكد عدم توفره بكميات تجارية
هيلين العمد
عمان - قال مدير عام سلطة المصادر الطبيعية، الدكتور ماهر حجازين ان "عدم توفر وضعف المخصصات المالية، وهجرة الخبرات الفنية والعلمية للخارج، حال دون اجراء دراسات فنية كافية للتنقيب عن البترول والغاز في المملكة".
وبين لـ"الغد" ان "الدراسات الفنية التنقيبية التي اجريت الى الان، لم تغط الا ما نسبته 17% – 20% فقط من مساحة المملكة"، مشيرا الى انخفاض عدد الآبار التنقيبية المحفورة مقارنة بمساحة الاحواض الرسوبية المتوفرة".
وأكد على اهمية "اجراء دراسات زلزالية جديدة ومتطورة ثلاثية الابعاد في بعض المناطق، واعادة معالجة الخطوط الزلزالية القديمة ذات المستوى الرديء لتحسين نوعيتها".
واشار الى تأثير ضعف التعاون الدولي مع بعض دول الجوار على فهم جيولوجية المناطق الحدودية الاردنية، على الرغم من اهمية هذا التعاون لعمليات البحث والتنقيب، نظراً لتمركز الاكتشافات النفطية في المملكة في المناطق الحدودية.
وبين حجازين ان "عمليات التنقيب عن النفط والغاز التي قامت بها سلطة المصادر الطبيعية على مدى الثلاثة عقود الماضية اسهمت وبشكل كبير في الكشف عن البترول في حقل حمزة والغاز الطبيعي في حقل الريشة"، مشيراً الى ان "عمليات التنقيب عن البترول والغاز تحتاج الى مخصصات مالية ضخمة لا تستطيع موازنة الدولة تأمينها او تحملها، مما دعانا الى تركيز استراتيجية اعمال التنقيب على محاولة جذب شركات البترول العالمية من خلال مناطق امتياز، لتقوم تلك الشركات بعمليات التنقيب واجراء الدراسات".
وبلغ عدد الشركات التي تعاقد معها الاردن منذ بدء التنقيب 7 شركات هي "اموكو" وبلغ انفاقها على الاعمال التنقيبية في المملكة 14 مليون دولار و"بينتون" التي انفقت 4 ملايين دولار و"هنت" وانفقت 10 ملايين دولار و"بيتروفينا" التي وصل حجم انفاقها الى حوالي 12 مليون دولار و"هانبو"14 مليون دولار و"اناديركو" 18 مليون دولار وآخرها "ترانس غلوبل" التي انفقت الى الآن 21.3 مليون دولار، ليكون الانفاق الكلي على الاعمال التنقيبية في المملكة ما يقارب 93 مليون دولار.
وأكد حجازين ان "الاردن يستفيد من عمليات الحفر سواء ظهرت نتائج ايجابية ام لا، على الرغم انها تعطي نتائج بعيدة عن التقدير للطبقات ضمن منطقة الحفر، موضحا ان الدراسات تقدم لتقليص المخاطر ولا تعطي معلومات حقيقية عن وجود النفط او عدمه".
وشدد على ان "الاستثمار في القطاع أصبح ضرورة بداعي لجوء الأردن لشراء حاجاته النفطية بالأسعار الدولية"، مشيرا إلى جهود الحكومة لعمل كل ما يلزم بهدف تشجيع استثمار الشركات الاجنبية في التنقيب عن البترول والغاز والصخر الزيتي في المناطق المفتوحة للاستكشاف.
وبين ان الحكومة ولخلق جو مثالي للاستكشاف أقرت نظاما جديدا للتقاسم يحفز المستثمرين حيث يمكنهم من استرداد الكلف بأسرع وقت ممكن". ويقسم الأردن إلى تسع مناطق لدواعي التنقيب عن البترول فيما يوجد منطقة واحدة متعاقد عليها مع شركة "ترانس غلوبل" الاميركية التي حصلت على امتياز التنقيب عام 1997 على اساس اتفاقية انتاج مشتركة في منطقة البحر الميت ضمن مرحلتين.
واستمرت المرحلة الثانية نحو العام حفرت الشركة فيه بئرين هما اعسال 2 بعمق 2780 مترا والذي لم تستكمله لصعوبات فنية ناتجة عن طبيعة المنطقة وصعوبة الحفر، وبئر في وادي الموجب بعمق 1400 متر ولم تستكمله ايضا بسبب انتهاء عقد استئجارها للحفارة. وما زالت الشركة تقوم بتقييم الآبار ودراسة النتائج الا ان المعطيات الحالية لم تظهر وجود النفط في الآبار السابقة.
ووقعت شركة "بيتيريل" الايرلندية في وقت سابق عقدا لتقديم دراسات تنقيبية لمنطقة شرق الصفاوي تقوم على اساسه بتقديم دراسات، وبناء على نتائجها يمكن لها الانسحاب او تقديم برنامج عمل للتنقيب عن النفط بعد التفاوض وتوقيع اتفاقية حيال ذلك، علما ان مقدار استثمار الشركة يبلغ 270 الف دولار تقريبا.
كما ومن المتوقع ان تحصل شركة "سونوران" الاميركية على امتياز للتنقيب عن النفط في منطقة الازرق بنظام المشاركة مع السلطة. من جانبه استبعد استاذ الجيولوجيا في الجامعة الاردنية، الدكتور عبد القادر عابد في كتابه "جيولوجيا الاردن" ان تكون منطقة البحر الميت، وهي المرشحة الاولى لاحتوائها على النفط، ان تحتوي على كميات كبيرة من النفط، موضحاً ان "الشواهد الموجودة في المنطقة لا تتطابق والمواصفات المتعارف عليها في حقول النفط"، ومشددا على ضرورة عدم ربط أي تأثير لنشاطات بترولية في منطقة البحر الميت بنسبة كمية البروم في مياهه، حيث ان السبب حسب اعتقاده ناتج عن مياه مالحة محبوسة في الصخور نتيجة توالي بحيرات عديدة مالحة وعذبة على المنطقة.
وحول الرأي العلمي للطبيعة الجيولوجية للاردن ذكر الدكتور عابد ان "آثار وجود البترول في البحر الميت ظهرت منذ ازمنة بعيدة متمثلة بالاسفلت الذي يطفو على سطح البحر الميت، وبوجود الرمال القطرانية في وادي عسال والموجب والصخور الزيتية في منطقة النبي موسى وغيرها من المناطق".
وتابع ان "المياه المالحة المصاحبة للبترول تمتاز بوجود نسبة كبيرة من البروم واليود حيث تبلغ نسبة الكلور الى البروم في المياه المالحة المصاحبة للبترول 329 بحسب القياس العالمي، في حين لا تزيد النسبة في البحر الميت عن 35 الامر الذي يجعل فكرة وجود بترول مستبعدة
هيلين العمد
عمان - قال مدير عام سلطة المصادر الطبيعية، الدكتور ماهر حجازين ان "عدم توفر وضعف المخصصات المالية، وهجرة الخبرات الفنية والعلمية للخارج، حال دون اجراء دراسات فنية كافية للتنقيب عن البترول والغاز في المملكة".
وبين لـ"الغد" ان "الدراسات الفنية التنقيبية التي اجريت الى الان، لم تغط الا ما نسبته 17% – 20% فقط من مساحة المملكة"، مشيرا الى انخفاض عدد الآبار التنقيبية المحفورة مقارنة بمساحة الاحواض الرسوبية المتوفرة".
وأكد على اهمية "اجراء دراسات زلزالية جديدة ومتطورة ثلاثية الابعاد في بعض المناطق، واعادة معالجة الخطوط الزلزالية القديمة ذات المستوى الرديء لتحسين نوعيتها".
واشار الى تأثير ضعف التعاون الدولي مع بعض دول الجوار على فهم جيولوجية المناطق الحدودية الاردنية، على الرغم من اهمية هذا التعاون لعمليات البحث والتنقيب، نظراً لتمركز الاكتشافات النفطية في المملكة في المناطق الحدودية.
وبين حجازين ان "عمليات التنقيب عن النفط والغاز التي قامت بها سلطة المصادر الطبيعية على مدى الثلاثة عقود الماضية اسهمت وبشكل كبير في الكشف عن البترول في حقل حمزة والغاز الطبيعي في حقل الريشة"، مشيراً الى ان "عمليات التنقيب عن البترول والغاز تحتاج الى مخصصات مالية ضخمة لا تستطيع موازنة الدولة تأمينها او تحملها، مما دعانا الى تركيز استراتيجية اعمال التنقيب على محاولة جذب شركات البترول العالمية من خلال مناطق امتياز، لتقوم تلك الشركات بعمليات التنقيب واجراء الدراسات".
وبلغ عدد الشركات التي تعاقد معها الاردن منذ بدء التنقيب 7 شركات هي "اموكو" وبلغ انفاقها على الاعمال التنقيبية في المملكة 14 مليون دولار و"بينتون" التي انفقت 4 ملايين دولار و"هنت" وانفقت 10 ملايين دولار و"بيتروفينا" التي وصل حجم انفاقها الى حوالي 12 مليون دولار و"هانبو"14 مليون دولار و"اناديركو" 18 مليون دولار وآخرها "ترانس غلوبل" التي انفقت الى الآن 21.3 مليون دولار، ليكون الانفاق الكلي على الاعمال التنقيبية في المملكة ما يقارب 93 مليون دولار.
وأكد حجازين ان "الاردن يستفيد من عمليات الحفر سواء ظهرت نتائج ايجابية ام لا، على الرغم انها تعطي نتائج بعيدة عن التقدير للطبقات ضمن منطقة الحفر، موضحا ان الدراسات تقدم لتقليص المخاطر ولا تعطي معلومات حقيقية عن وجود النفط او عدمه".
وشدد على ان "الاستثمار في القطاع أصبح ضرورة بداعي لجوء الأردن لشراء حاجاته النفطية بالأسعار الدولية"، مشيرا إلى جهود الحكومة لعمل كل ما يلزم بهدف تشجيع استثمار الشركات الاجنبية في التنقيب عن البترول والغاز والصخر الزيتي في المناطق المفتوحة للاستكشاف.
وبين ان الحكومة ولخلق جو مثالي للاستكشاف أقرت نظاما جديدا للتقاسم يحفز المستثمرين حيث يمكنهم من استرداد الكلف بأسرع وقت ممكن". ويقسم الأردن إلى تسع مناطق لدواعي التنقيب عن البترول فيما يوجد منطقة واحدة متعاقد عليها مع شركة "ترانس غلوبل" الاميركية التي حصلت على امتياز التنقيب عام 1997 على اساس اتفاقية انتاج مشتركة في منطقة البحر الميت ضمن مرحلتين.
واستمرت المرحلة الثانية نحو العام حفرت الشركة فيه بئرين هما اعسال 2 بعمق 2780 مترا والذي لم تستكمله لصعوبات فنية ناتجة عن طبيعة المنطقة وصعوبة الحفر، وبئر في وادي الموجب بعمق 1400 متر ولم تستكمله ايضا بسبب انتهاء عقد استئجارها للحفارة. وما زالت الشركة تقوم بتقييم الآبار ودراسة النتائج الا ان المعطيات الحالية لم تظهر وجود النفط في الآبار السابقة.
ووقعت شركة "بيتيريل" الايرلندية في وقت سابق عقدا لتقديم دراسات تنقيبية لمنطقة شرق الصفاوي تقوم على اساسه بتقديم دراسات، وبناء على نتائجها يمكن لها الانسحاب او تقديم برنامج عمل للتنقيب عن النفط بعد التفاوض وتوقيع اتفاقية حيال ذلك، علما ان مقدار استثمار الشركة يبلغ 270 الف دولار تقريبا.
كما ومن المتوقع ان تحصل شركة "سونوران" الاميركية على امتياز للتنقيب عن النفط في منطقة الازرق بنظام المشاركة مع السلطة. من جانبه استبعد استاذ الجيولوجيا في الجامعة الاردنية، الدكتور عبد القادر عابد في كتابه "جيولوجيا الاردن" ان تكون منطقة البحر الميت، وهي المرشحة الاولى لاحتوائها على النفط، ان تحتوي على كميات كبيرة من النفط، موضحاً ان "الشواهد الموجودة في المنطقة لا تتطابق والمواصفات المتعارف عليها في حقول النفط"، ومشددا على ضرورة عدم ربط أي تأثير لنشاطات بترولية في منطقة البحر الميت بنسبة كمية البروم في مياهه، حيث ان السبب حسب اعتقاده ناتج عن مياه مالحة محبوسة في الصخور نتيجة توالي بحيرات عديدة مالحة وعذبة على المنطقة.
وحول الرأي العلمي للطبيعة الجيولوجية للاردن ذكر الدكتور عابد ان "آثار وجود البترول في البحر الميت ظهرت منذ ازمنة بعيدة متمثلة بالاسفلت الذي يطفو على سطح البحر الميت، وبوجود الرمال القطرانية في وادي عسال والموجب والصخور الزيتية في منطقة النبي موسى وغيرها من المناطق".
وتابع ان "المياه المالحة المصاحبة للبترول تمتاز بوجود نسبة كبيرة من البروم واليود حيث تبلغ نسبة الكلور الى البروم في المياه المالحة المصاحبة للبترول 329 بحسب القياس العالمي، في حين لا تزيد النسبة في البحر الميت عن 35 الامر الذي يجعل فكرة وجود بترول مستبعدة